بعد عامين من الكتابة في الصحف، و جمع شئ من الخبرة حول الكتابة الصحفية، و معرفة ظروف الكتابة، وجدت أنني أتلمس طريقي في الظلام. لأعرف مساحة المسموح و الممنوع ، و وجدت جزءاً كبيراً من المنع و الحذف غير متعلق بالقانون بقدر ماهو متعلق بمزاج الرقيب أو بإنتماءه الفكري أو إجتهاده في قراءة هامش السماح.
من هنا وصلت إلى أن التدوين يفترض أن يكون بمساحة أكبر من الحرية التي لا يحدها إلا الحدود الشخصية التي يضعها الكاتب لنفسه بين إعتبارات مختلفة من الأخلاق و قدسية الكلمة و القانون نصاً أو تطبيقاً و الجدوى أو ما يسمونه مظنة التأثير.
إذن فالبداية ستكون حتماً مما لم يسمح اجتهاد الرقيب له أن يكون كلاماً مفهوماً في الصحف ليتحول إلى رسالة في زجاجة يلقيها كاتب هذه السطور في البحر بعد ان يحكم إغلاقها، آملاً أن تجد صدى عند من يفتحها على ضفة أخرى، ضفة لا تكون محكومة بالتعصب و المغالبة لأنها منفصلة عن أي صراع في منبع الماء فتكون شهادة على عصر و موعظة حسنة من شخص غير باحث عن المنفعة لآخر لا تربطه به أي صلة.
و ربما امتدت سطور الرسالة و تشعبت مع كل جديد قد يبدأ مباشرة في فضاء الأفكار غير طامح أن يجد طريقه للنشر في صفحات و وريقات ترمى في اليوم التالي من طباعتها أو تستحيل غطاء لمائدة الطعام.
طموح الكلمة و هم الكتابة قد تملكا من ذلك القلم فأفضى إلى زجاجته بما تضيق به نفسه غير عابئ إن وجدت أفكاره طريقاً إلى قارئ واحد اليوم أو صارت تحفة معلقة في فضاء إلكتروني لا تحمل من القيمة إلا أنها معتقة الإلقاء و صورة باهتة الألوان تثير فضول جيل قادم فيسبر سطورها ليشبع ذلك الفضول فحسب.
محمود المبارك
19 سبتمبر 2012
مملكة البحرين
من هنا وصلت إلى أن التدوين يفترض أن يكون بمساحة أكبر من الحرية التي لا يحدها إلا الحدود الشخصية التي يضعها الكاتب لنفسه بين إعتبارات مختلفة من الأخلاق و قدسية الكلمة و القانون نصاً أو تطبيقاً و الجدوى أو ما يسمونه مظنة التأثير.
إذن فالبداية ستكون حتماً مما لم يسمح اجتهاد الرقيب له أن يكون كلاماً مفهوماً في الصحف ليتحول إلى رسالة في زجاجة يلقيها كاتب هذه السطور في البحر بعد ان يحكم إغلاقها، آملاً أن تجد صدى عند من يفتحها على ضفة أخرى، ضفة لا تكون محكومة بالتعصب و المغالبة لأنها منفصلة عن أي صراع في منبع الماء فتكون شهادة على عصر و موعظة حسنة من شخص غير باحث عن المنفعة لآخر لا تربطه به أي صلة.
و ربما امتدت سطور الرسالة و تشعبت مع كل جديد قد يبدأ مباشرة في فضاء الأفكار غير طامح أن يجد طريقه للنشر في صفحات و وريقات ترمى في اليوم التالي من طباعتها أو تستحيل غطاء لمائدة الطعام.
طموح الكلمة و هم الكتابة قد تملكا من ذلك القلم فأفضى إلى زجاجته بما تضيق به نفسه غير عابئ إن وجدت أفكاره طريقاً إلى قارئ واحد اليوم أو صارت تحفة معلقة في فضاء إلكتروني لا تحمل من القيمة إلا أنها معتقة الإلقاء و صورة باهتة الألوان تثير فضول جيل قادم فيسبر سطورها ليشبع ذلك الفضول فحسب.
محمود المبارك
19 سبتمبر 2012
مملكة البحرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق